سلوى باطرونة موركو مول. البيكيني والقداسة

سلوى أخنوش في أسعد أيامها بعد افتتاح الأميرة لسوقها الكبير ت و م ع
افتتحت سلوى الإدريسي أخنوش مساء أمس الخميس فاتح دجنبر 2011 المركز التجاري الكبير "موروكو مول" بالدار البيضاء، كل شيء كان يوحي بالفخامة. نجمة كبيرة اسمها دجينيفر لوبيز وأميرة اسمها لالة مريم في التدشين وقبلها زيارة خاصة لولي العهد الامير مولاي الحسن وأمه الأميرة لالة سلمى. كل هذا لم تكن تحلم به سيدة الأعمال هذه قبل سنوات.

سلوى الإدريسي، زوجة عزيز أخنوش وأم بفتاتين وفتى، التقاها رجل الأعمال بعد عودته من كندا "أبوه (أب عزيز أخنوش) فرض عليه الزواج من شلحة، فلبى أمره" يتذكر أحد أصدقاء العائلة ل"كود". هذه الشلحة لم تكن سوى سلوى الإدريسي، عائلة كانت تتاجر في الشاي، يضيف صديق لعائلتها في تصريحه ل"كود".

بدات ظريفة وحنينة وتلقائية
كانت سلوى في سنوات زواجها الأولى "ظريفة وحنينة وسبونتاني" تقول إحدى صديقاتها ل"كود". كان ذلك قبل 20 سنة. هذه السيدة "المعروفة بكيدها" و"ذكائها"، تفرغت لتربية أبنائها. كانت زوجة مطيعة وطيعة، تعرف كيف تساير زوجا تحمل مسؤولية تسيير تركة أبيه. "كانت في بداية زواجها كريمة مع جميع معارفها" تحكي إحدى صديقاتها ل"كود". الكرم والتهلية فالعائلة والأصدقاء لم يستمر طويلا. مرت السنوات ومعها تغيرت طباع الزوجة "مللي بداو كيدورو لفلوس بزاف تبدلو" يحكي صديق سابق لأخنوش.

إذا كان عزيز أخنوش قد عرف كيف يطور مشروع والده "إفريقيا" فإن زوجته ستثور في مرحلة الأربعين، ستختار صوتا خاصا بها ستحاول أن تتخلص من هيمنة زوجها وتوجيهه "بدات فاللول بشركة ديال الباركي اسمها "ديلينس" يحكي موظف سابق في المجموعة ل"كود".

سالات مع الصحابات
المشروع لم ينجح لكنه كشف عن وجه آخر لسلوى أخنوش. في عالم المال والأعمال لا مكان للعواطف وللصداقات، ظهر هذا في مشروع سيغير حياة سلوى أخنوش، يتعلق الأمر بترخيص حصلت عليه رفقة صديقتها التونسية أسماء المرنيسي، وهو "لا سينزا"، ماركة للملابس الداخلية النسائية. ساعدها زوجها في الحصول على محل بحي المعاريف وسط الدار البيضاء.

هذا المشروع الذي سيعرف نجاحا كبيرا، لم يستمر برأسين إذ سرعان ما فرقت السبل بين سلوى وأسماء واحتفظت سلوى بالمحل لوحدها. هذه المرحلة سجلت قطيعة مع صديقاتها.

في بداية زواجهما، يحكي صديق للزوجين ل"كود"، كان الزوج يقدر كثيرا الأصدقاء، آنذاك كان أقرب أصدقائهما رشيد الإدريسي وسمية (صاحبة وكالة إل تي بي التي كان الفضل في وجودها إلى مساعدات عزيز أخنوش) وعبد الغني المرنيسي وزوجته أسماء ويوسف علوي وزوجته مريم....كل الأزواج درسوا مع أخنوش في كندا وأصبحوا أصدقاء العائلة.

العلاقة مع أصدقاء الأمس لم تستمر كما كانت عليه "سلوى وعزيز الله يعمرها دار، غير هما بو ودينة، وكيتيقو كلشي اللي كيسمعوه" يضيف صديق سابق للزوج ل"كود"، وهكذا تستمر شراكة سلوى بأسماء.

سلوى الإدريسي أخنوش نجحت في مشروعها وتفتحت شهيتها لمشاريع أخرى غير مكلفة ومضمونة النجاح، لذا ستدخل مجموعها "أكسال" في (أخنوش وسلوى) في تحد كبير يتعلق الأمر بجلب الماركة الإسبانية "زارا". "بزافت رجال الاعمال ضاربو باش يدخلو "زارا" ولكن ما قدر عليها حتى واحد" يؤكد متخصص في "لفرانشيز" ل"كود". كان هناك استثناء واحد وهو سلوى أخنوش.

لعب أحد أقارب عزيز أخنوش (ولد خو أمه بنعبد العالي) دورا كبيرا في حصول شركة "أكسال" على فرانشيز "زارا". علاقة هذا الشخص وآخرين القوية بإسبانيا سهل العملية، يضيف مصدر مقرب من عائلته ل"كود". حصول الشركة على "زارا"، فتح المجال أمام سلوى أخنوش لتصبح ملكة "الفرانشيز" في المغرب. سنوات قليلة حصلت على الماركة الإيطالية "ماسيمو دوتي" ثم جلبت "زارا هوم" (الخاص بالأثاث المنزلي) وفتحت فروعا أخرى ل"زارا" بمدن مغربية أخرى خاصة مراكش.


من الصور التي توزعهم سلوى أخنوش على الصحافة خاص

سلوى تتغير بحجم مراكمتها للثورة
صديقات سلوى السابقات يتذكرن "فتاة الله يعمرها دار" و"كريمة" و"بنت الناس بزاف"، "قبل 20 عام، كانت ظريفة وحنينة وراسها صغير. ربات بولادها الثلاثة مزيان، وكان بينها وبين عزيز احترام كبير" تحكي صديقة سابقة تقيم حاليا في فرنسا ل"كود". بينما تصفها أخرى ل"كود" ب"السيدة اللي فيها كيد النسا. عرفات تسايس مع راجلها وتخليه يطور أعمالو".
كان ذلك في المرحلة السابقة، اليوم سلوى أخنوش، تضيف صديقتها السابقة، "وحدة أخرى، يمكن أزمة الاربعين جاتها على ليزافير (البيزنس) وما بقاش كيف ما كانت".

عزيز عليها القافزين واللي فيهم الضو
رغم أن زوجها عزيز أخنوش صاحب أشهر مجلة نسائية في المغرب "فام دي ماروك" ومالك "نساء من المغرب" و"لافي إيكو"، فإنه كان يرفض أن تسلط الأضواء على زوجته، في أحد أعداد "فام دي ماروك" المخصص للتظاهرة التي تنظمها المجموعة الناشرة للمجلات "كاراكتير"، نشرت صورة سلوى أخنوش. هذا التصرف أغضب كثيرا عزيز أخنوش، تتذكر صحافية بالمجلة حينها ل"كود". هذا الأمر سيتغير تدريجيا، فبعد معركة مدونة الأسرة التي خاضتها مجلة "فام دي ماروك" ولم يكن لسلوى أخنوش علاقة بالأمر، استقبل الملك مجموعة من النساء، فأصدرت المجلة عددا خاصا للذكرى. كانت أول مناسبة ستجعلها تكتشف الإعلام والصحافة، إذ نظمت في بيتها حفلا استدعت له مجموعة من نساء المجتمع المدني ووزعت عليهن العدد الخاص.

منذ ذلك العدد بدأت تخرج شيئا فشيئا ودخلت عالم الأعمال، واكتشفت أن النجاح يمر عبر تسويق صورة معينة لها في الإعلام وعبر الاستعانة بالخبرة الضرورية "عزيز عليها تخدم معاها اللي قافزين، والاستراتيجية ديال جميع البيزنس ديالها وتصور موروكو مول، مثلا، دارهم "ما كينزي" (مؤسسة تشتغل مع الدولة المغربية لسنوات) تقول مساعدة سابقة لها ل"كود".

لكن هذه القفوزية، جعلها تخشى الصحافة والصحافيين، تتعامل معهم، مثل بعض الباطرونات المغاربة، من باب "اعطيه (الإشهار) وبعد مني"، لذا لا تجري حوارات وتقتصر على دقائق معدودات في الندوات الصحافية لافتتاح مشاريعها الكثيرة، فيوم تقديم "موروكو مول" للصحافة بداية الأسبوع تحدثت باقتضاب، بعدها قدمت، كما عادتها، وعودا "كاذبة" للصحافة بإجراء حوار ولم تفعل، كما أكدت إحدى الصحافيات ل"كود". اختارت هذه السيدة طريقة أخرى لتفادي انتقاد الصحافة أو إثارة اسمها، وهي الإغداق على الصحف بالإعلانات "هي بحال الرشوة كتقدمها لصحف باش حتى واحد ما كيجبدها، دابا مرة بغيت نكتب عليها خبر عادي فجريدتي اليومية، وهو يكول لي رئيس التحرير "واش تصطيتي، الناس مغرقينا بالإشهار وانت باغي تكتب، أسيدي ما عمرك تجبد شي حاجة اسمها سلوى أخنوش" يوضح صحافي عاش هذه التجربة مع إدارة تحريره ل"كود". خوفها من الصحافة جعلها تخشى حتى المصورين الصحافيين، ندواتها ربما الوحيدة التي تختار مصورا خاصا بها ثم يبعد المكلف بالعلاقة مع الصحافة بصورها المنتقاة بعناية. دايرة بحال الملك وصافي فهاد القضية.
أضحت سلوى أخنوش مقدسة في الإعلام، دخلت عالم الأميرات. هذه المرأة الطيبة القلب، كما وصفتها صديقة سابقة، أصبحت "سلوى الشلحة امرأة مظاهر" لا توظف في شركتها إلا "فاسة" "يمكن عندها عقدة من فاسة، واخا زوينة ومحافظة على راسها ولكن ديما عزيز عليها دور بيها فاسة، لا هي ولا راجلها. بقات عندهم عقدة بزافت الناس بحالهم. لفلوس موجودة ولكن محتاجين للمظاهر كيكملوها بفاسة" يؤكد سيدة عملت معها في السابق ل"كود".

سلوى ما بقاتش شهبة وولات مقدسة
بإطلاق مشروع "موروكو مول" الذي سيوظف 5 آلاف شخصا، تكون سلوى تتربع على ثروة كبيرة. هذه السيدة التي بدأت لفرانشيز ب"البيكيني" (لاسينزا) أصبحت مقدسة، ومع تلك القدسية فقدت كثيرا من الأشياء التي كانت تجعلها محبوبة من محيطها القريب.

مشروع تعتقد أنه مهم للمغرب، لكن صحافيا اقتصاديا وصفه ل"كود"، ب"غير ذي قيمة مضافة" لأنه لا إبداع فيه، ويظهر شخصية أصحابه: صحاب لفلوس باغيين كلشي يديروه سوق ويعرضو سلع ستؤثر على الإنتاج المحلي كثيرا".

لكن آخرين يرون أن التوظيف أهم من فلسفة مشاريع مثل هذه، فالمغرب في حاجة إلى التشغيل لتجاوز أزماته وفي حاجة إلى مركز تجاري كبير مثل "موروكو مول" لجلب رجال أعمال من الجزائر وتونس وموريتانيا والسينكال، خاصة في ظل تعقيدات الفيزا نحو أوربا، في المغرب يمكنهم اقتناء ما تعرضه "لافاييت" ويمكن للسياحة أن تنتعش وللمغرب أن يستفيد من العملة الصعبة.

سلوى الشهبة كما كان تسميها صحافية سابقة في "فام دي ماروك" لم تعد كذلك، لقد تخلصت من هذا اللون وأصبحت اليوم ذات شخصية مستقلة ربما مشروعها سيكون أكثر ربحا من مشاريع زوجها رجل الأعمال.

للتذكير فقد وجهت "كود" عدة أسئلة إلى سلوى أخنوش لجمع معطيات أكثر عن مسارها ووعدت بالرد، وكما فعلت مع صحف ومجلات أخرى، خلفت الوعد
هناء أبو علي ورشيد هل لغلام وأنس العمري